الاثنين، 26 سبتمبر 2011

سادس الخلفاء الراشدين

26/09/2011م

سيدي خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود                                                حفظه الله،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

      أكتب لكم ياسيدي إذ أجد صعوبةً بالغة بالتعبير لكم عن مشاعر الحب والتقدير إتجاهكم، وأعلم ياسيدي أنكم لاتريدون من المواطن مكافأةً سوى قيامه بالأعمال التي فيها طاعة الله ورسوله وحب الوطن، ولكن ياسيدي كل يوم أعيشه يزيد حبكم في قلبي حتى فاضت مشاعري لأكتب لكم هذا.
وقبل أن أدلو بدلوي يعلم الله إنني لا أتملق ولا أنافق فيما سأقول.
    سيدي، إنكم تعلمون أن الخليفة عمر بن عبدالعزيز ثامن حكام بنو أمية قد لقب "بخامس الخلفاء الراشدين" وهو لم يكن من العشرة المبشرين بالجنة ولم يكن من الصحابة، وهذا اللقب لم يمنح له من خلال لجنة مختصة أو مؤتمر، ولكن لقبه المؤرخون بهذا اللقب، لأنه كان حاكماً راشداً، فمن أهم صفاته أنه كان شديد العدل وشديد التواضع وشديد الخوف من الله، وكان عهده عهداً مزدهراً غنياً نتيجة رشده وحكمه بالقرآن والسنة. فهو كان من قلائل حكام الدول الإسلامية الذين يتمسكون بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أموره، ومن أهم ما أمر به هو أن تقام الصلوات في وقتها حيث كانت تأخّر إلى أوقات أخرى.
 وتعلمون ياسيدي أن هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) لم توحّد بناءً على مجلس دستوري أو مجلس تشريعي أو غيره، بل وحّدت بدماء أبناء هذه الأرض الطاهرة بقيادة الملك المجاهد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه حيث قامت على توحيد الرب وإعلاء كلمته وتطبيق شرعه وأن يكون دستورها القرآن والسنة، لتكون بلد الأمن والأمان والعدل والرخاء والإستقرار حتى في ظروف العالم الراهنة من الأزمات والكوارث السياسية والمالية والإقتصادية والأمنية.
 سيدي، لم يعد هناك رشداً في هذا الزمان على أغلب أجزاء الكرة الأرضية ففي الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً يكون الإنحلال والتفكك الأسري والشذوذ ومخالفة الفطرة علناً بداعي الحرية والاستقلالية وبالتالي الإكتئاب والإنتحار، وفي الدول العربية والمجاورة يكون الظلم والإقتتال وبالتالي التشريد والجوع.  
سيدي، ينفطر قلبي وتدمع عيني على مايحدث في هذه الأيام لإخواننا المسلمين والعرب من قتل وتعذيب وقمع وهتك للأعراض واغتصاب النساء وقهر الرجال والمجاعات، وأقول لاحول ولاقوة إلا بالله والحمد لله أنني أعيش في بلد الإسلام وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان والعدل والرخاء التي تحتكم إلى شريعة المولى عز وجل تحت قيادتكم وإمرتكم، وأعلم أن مشاعري ومشاعركم مشتركة، حيث أنكم تبذلون جهود جبارة لإنهاء مظاهر العنف والجوع لديهم.
  سيدي، فأنتم تتخذون منهج الرشد في أعمالكم الداخلية وسياستكم الخارجية حيث تنطبق عليكم وبدون أدنى شك صفات الحاكم الراشد لما تقومون به من أعمال تجاه الإسلام والأمة الإسلامية والعربية وتجاه شعبكم ولن أحصيها إذا أردت تعدادها وتفصيلها. ففيما يخص الإسلام والأمة الإسلامية والعربية فوالله لا أبالغ بإنني أعجز على إيجاد حاكماً يحمل هموم الأمة كما تحملها أنت حيث أنكم ترخصون الغالي والنفيس في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين والأمة العربية بإخلاص وتفاني وشغف بإسم الشعب السعودي بدون منة ولامقابل وهذا هو ديدنكم وديدن شعبكم.
أما مايخص شعبكم فإنني أعلم جيداً وعلى يقين تام بأن فؤادك وجميع جوارحك يعملون ليلاً ونهاراً لرفعة شعبك وازدهارهم وراحتهم وأمنهم واسقرارهم حتى تصل بهم إلى ماتطمح إليه.

سيدي عطفاً على ماسبق، أقتبس جملة من كلمتكم التاريخية الموجهة لنا في تاريخ 13/04/1432هـ الموافق 18/03/2011م: (أقول ذلك ليشهد التاريخ وتكتب الأقلام وتحفظ الذاكرة الوطنية..).
والآن ياسيدي، إسمح لي أن أقول أصالة عن نفسي ونيابةً عن إخوتي شعب المملكة العربية السعودية: ليشهد التاريخ وتكتب الأقلام وتحفظ الذاكرة الوطنية أننا نعيش في عهد "سادس الخلفاء الراشدين" خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وأعلم ياسيدي بأنكم لاتحبذون الألقاب وذلك عندما قلت لشعبك إعفوني من لقب ملك القلوب وملك الإنسانية، ولكن الآن ياسيدي إسمح لنا بأن نتباها بك وبأنك سادس الخلفاء الراشدين.
سيدي، فالتقر عيناك بشعبك، فنحن رجال أشاوس أرواحنا ودمائنا فداء الدين والمليك والوطن، سيدي الجميع هنا يحبك من شيوخ وشباب وأطفال ومقيمين في بلادنا ونحن جميعاً تحت إمرتك متى أمرتنا.

أسأل الله العلي القدير أن يمد في عمرك بالصحة والقوة والسعادة والتوفيق على طاعته وأن يديم علينا الخير والرخاء والأمن إلى أبد الآبدين. 
والله المستعان،،

إبنكم زياد محمد العمير

نسخة مع الحب والإخاء والتقدير: - إخواني أبناء وبنات المملكة العربية السعودية
-         إخواني أبناء الأمة الإسلامية